منتديات الدولار العربى - فيسبوك تتطلع إلى حل لغز تطبيق الدردشة

http://www.al-iqtisad.net/bo/img/tec/tec4.jpg

ذا الأسبوع ستطلق ''فيسبوك'' برنامج Home، ''التطبيق الفائق'' الجديد للهواتف الذكية التي تعمل بنظام أندرويد، الذين يُنظَر إليه على أنه محاولة لقطع الطريق على الشركتين المهيمنتين في الهواتف الجوالة، وهما ''أبل'' و''جوجل''.

لكن من خلال تطبيق آخر جديد للرسائل اسمه Chat Heads تسعى ''فيسبوك'' كذلك إلى إبعاد الشركات المنافسة الصغيرة التي تهدد بإزاحتها من مكانتها باعتبارها أكثر الطرق المشهورة للتحادث مع الأصدقاء عبر الإنترنت.

برامج المحادثة والرسائل مثل ''واتس أب'' و''لاين'' و''فايبر'' وبرنامج ''وي تشات'' من ''تِنسِنْت'' اجتذبت جميعاً مائة مليون مستخدم، ويقول المحللون إنها في بعض الأسواق تنافس ''فيسبوك'' من حيث النشاط اليومي.

في شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2011 أطلقت ''فيسبوك'' تطبيقاً من هذا القبيل خاصاً بها، وهو برنامج ''فيسبوك مسنجر''، في حين تعرض ''أبل'' برنامج ''آي مَسِجْ''، الذي يعطي كثيراً من الوظائف نفسها، وإن كان ذلك مقصوراً على مستخدمي أجهزة ''أبل''.
وقد استمر صعود برامج الدردشة المستقلة دون توقف، ويدرك مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لـ''فيسبوك'' مقدار التحدي. وحين سألته مجلة ''وايَرْد'' عن ''الاتجاه العام الكبير المقبل'' في شبكات التواصل الاجتماعي، قال: ''الأمر المهم الذي نشهده الآن هو المشاركة في الجماعات الصغيرة''.

كانت أجندته الثابتة في ''فيسبوك'' هي دفع الناس إلى المزيد من المشاركة على نحو أوسع وأكثر انفتاحاً على الإنترنت، وهذا ما سبب الانزعاج الكبير لدى المدافعين عن الخصوصية. لكن مع انتشار الهواتف الذكية أخذ الناس الآن باختيار تطبيقات المحادثة التي تُبقي أحاديثهم الخاصة والهزل والمزاح بعيداً عن ''فيسبوك''.

ارتفع متوسط عدد الأصدقاء لدى مستخدم ''فيسبوك'' إلى 200 شخص، وفقاً لدراسة من شركة بو في السنة الماضية، وإلى 300 شخص بالنسبة للأشخاص في الفئة العمرية 18 إلى 34 سنة. وفي المقابل، يتصل معظم الناس ويرسلون الرسائل عن طريق هواتفهم إلى مجموعات من الناس أصغر كثيراً من ذلك.

قال بِنِدِكْت إيفانز من شركة إندَرْز أنالِسِس للاستشارات: ''على سطح المكتب لن يأتي أحد ويفعل في فيسبوك ما فعلت فيسبوك لشركة ماي سبيس''.

وأضاف: ''لكن بالنسبة للجوال فإن هذا غير وارد نهائياً. فهم يقومون بالتجريب لإنجاح الأمر، شأنهم في ذلك شأن أي شخص آخر. من غير الواضح الآن ما هي التجربة الاجتماعية الصحيحة على الجوال''.

إن تطبيق Chat Heads هو أحدث محاولة من ''فيسبوك'' لحل هذه المشكلة. وعن طريق الجمع بين رسائل فيسبوك والرسائل النصية على الجوال في الواجهة البينية نفسها يستطيع الناس أن يتحادثوا دون التحول بصورة دائمة بين التطبيقات.

يوم الخميس قال جوي فلين، مدير الإنتاج لدى شركة فيسبوك: ''لا ينبغي أن يتم إرسال الرسائل والتواصل في أماكن معينة فقط على هاتفك''.

وفي حين أن ''فيسبوك'' لديها 600 مليون مستخدم على الجوال، إلا أن تطبيق ''واتس أب'' و''وي تشات'' يلحقان بها بسرعة، حيث يوجد لدى كل منهما 300 مليون مستخدم، حسبما تشير التقديرات، في حين أن هناك إشاعات بأن ''جوجل'' تعمل على تحضير تطبيق خاص بها للمحادثة، لتوسيع نطاق خدمة الرسائل ''جي تشات'' إلى الهواتف الذكية.

ويقول إيفانز: ''بعض هذه الشركات، حين تحسب عدد الأشخاص الذين يستخدمونها كل يوم، هي أكبر بكثير من فيسبوك.''

بدأت تطبيقات المحادثة باجتذات الانتباه في 2011 حين دفع برنامج ''بلاكبيري مسنجر'' والشركات الناشئة بشركات التكنولوجيا الكبيرة وشركات تشغيل الجوال إلى التدافع لإنشاء أو شراء طريقها إلى سوق كانت تلتهم إيرادات الرسائل النصية. وتشير تقديرات مجموعة أوفَم للتحليل إلى أن تطبيقات المحادثة في السنة الماضية كلفت شركات التشغيل ما مقداره 23 مليار دولار على شكل إيرادات ضائعة.

بعض التطبيقات من شركات التشغيل كان نصيبها التعثر، وبعض التطبيقات التي كانت ذات مرة مشهورة إما أنها بيعت لشركات أخرى أو اختفت، ما يثير أسئلة حول مدى استدامة الخدمة المستقلة (أي التي تقوم وحدها) والتي لا تكون مرتبطة بمنصة أوسع، مثل ''فيسبوك'' أو ''آيفون''.

''واتس أب''، التي ظلت تحتل مكانة مرتفعة لمدة سنتين على جداول محال التطبيقات لدى ''أبل'' و''جوجل''، تأمل الآن في التصدي لهذا التحدي من خلال التحول باتجاه اشتراكات سنوية، بدلاً من تكلفة مقدارها دولار واحد من البداية، كما كانت تتقاضى في السابق من ''أبل'' على خدمتها في جهاز الآيفون.

إن ''واتس أب''، على الرغم من كونها شركة صغيرة ناشئة يعمل فيها 35 شخصاً في مدينة ماونتِن فيو في ولاية كاليفورنيا، إلا أن مستخدمي تطبيق ''واتس أب'' يتلقون ثمانية مليارات رسالة يومياً، بعد أن كان هذا الرقم هو سبعة مليارات يومياً في شهر كانون الأول (ديسمبر) وبزيادة أربع مرات على المعدل اليومي لدى ''آي مسجز'' التي قالت ''أبل'' إنها أُرسِلت في شهر كانون الثاني (يناير).

بعض الشركات تتطلع الآن إلى توسيع خدماتها والدخول في مجالات مثل الألعاب أو بيع ''الملصقات'' الرقمية. وتقول الشركة الكورية ''كاكاو توك''، التي تدعي أن لديها 84 مليون مستخدم، إن الألعاب ساعدتها على توليد أرباح صافية مقدارها 6.3 مليون دولار في السنة الماضية.

يظل من غير المعروف حتى الآن ما إذا كانت الشركات التي من قبيل ''كاكاو توك'' و''لاين'' اليابانية و''وي تشات'' الصينية قادرة على تحقيق نطاق حقيقي خارج أسواقها الأساسية. وحيث إن لدى ''فيسبوك'' مليار مستخدم، فإنها إحدى الشركات القلائل التي استطاعت تحقيق هذا النوع من الانتشار العالمي.

وعلى الرغم من الاتجاهات العامة في أن الرابح على الإنترنت يفوز بجميع الجوائز، إلا أن إيفانز يقول إن كثيراً من المستخدمين سيستخدمون ''فيسبوك'' وتطبيقات المحادثة المستقلة. ويقول: ''على خلاف الشبكة الاجتماعية الأوسع نطاقاً، إلا أنه لا يتعين أن تكون أمراً واحداً للجميع. وليس معنى ذلك أن فيسبوك خسرت في هذا المجال، وإنما لم تحقق الفوز حتى الآن''.