منتديات الدولار العربى - إنتاج 26 مليون سيارة متصلة بالإنترنت

http://www.al-iqtisad.net/bo/img/usa...otoblog600.jpg

إن أعداد ما يسمى ''السيارة المتصلة بالإنترنت'' تنمو بسرعة كبيرة. وهذا العام تم تجهيز تسعة ملايين سيارة بأحدث أنظمة الملاحة المتطورة، والقدرة على استقبال وسائط الإعلام المنسابة بسرعة كبيرة، وأدوات الشبكات الاجتماعية وأجهزة استقبال الإنترنت السريع، من بين تكنولوجيات أخرى – وهو رقم سيرتفع إلى 26 مليون سيارة خلال خمس سنوات، وفقاً لمؤسسة إيه بي آي للأبحاث.

ولعدة سنوات كانت صناعة السيارات تتحدث عن الإمكانات التكنولوجية التي يمكن تطبيقها على لوحة عدادات السيارة، مثل أنظمة الإنترنت الجوالة التي تعطي معلومات عن الطقس في الوقت الفعلي. لكن معظم لوحات السيارات تظل عالقة في عصر استقبال محطات الراديو الأرضية وأقراص السي دي. وكان السعر مرتفعاً فوق الحد ولم يكن المستهلكون راغبين في دفع مبلغ شهري إضافي مقابل هذه الخدمات.

لكن التبني السريع للهواتف الذكية يعمل على تغيير الصورة في الأذهان، كما يقول دومنيك بونته، نائب الرئيس في مؤسسة إيه بي آي للأبحاث. ''الهاتف الذكي يأتي بحركيات جديدة. والتحدي الآن لا يتعلق بالتفكير بالأنواع الجديدة من التطبيقات بقدر ما يتعلق بكيفية إدخال أنواع التطبيقات المذكورة إلى داخل السيارة''.

مثلا، تبنت فورد تماماً الهاتفَ الذكي. وفي حين أن عدداً من شركات السيارات المنافسة سارعت إلى العمل على تكامل أنظمة الوسائط الرقمية مع لوحة العدادات، إلا أن فورد ركزت على الهواتف الذكية التي كان الناس يحملونها معهم أصلاً. ومعظم السيارات تستغرق ما بين ثلاث وسبع سنوات حتى تصل إلى السوق، بالتالي بحلول الوقت الذي تنزل فيه السيارة إلى الطريق هناك خطر بأن التكنولوجيا داخل السيارة ستصبح عتيقة الطراز – لاحظ أنه قبل سبع سنوات لم يكن جهاز الآيفون موجوداً أصلاً.

ومنصة فورد التزامنية التي تعمل بالصوت، والتي أطلقت في عام 2007، تتيح للناس وصْل هواتفهم بالسيارة. وفي 2010 أطلقت الشركة برنامجاً يجعل من الممكن التحكم عن طريق الصوت بمجموعة من تطبيقات الهاتف التي تشتمل الآن على برنامج Pandora للراديو، وبرنامج Scout، وأنباء شبكة الراديو العامة. ويقول جيم فارلي، كبير إداريي التسويق في الشركة: ''أوجدت ''فورد'' لنفسها علامة تجارية تشكل تحدياً لها. قبلنا بهذا التحدي وانتقلنا بسرعة''.

وتعمل ''فورد'' الآن على تطوير شراكات مع شركات مختلفة، من فيسبوك إلى الشركات الناشئة. وفي كانون الثاني (يناير) أطلقت فورد أول برنامج تطويري لتطبيقات الهاتف في صناعة السيارات. وهو يسمح لمطوري البرامج بالتفاعل بصورة مباشرة مع السيارة لإنشاء التطبيقات. وتأمل الشركة أن يؤدي هذا إلى تعزيز تجربة القيادة. وهناك فكرة باستخدام أداة تُحَوِّل ''تسجيل أكبر مسافة بالسيارة مع الاقتصاد في الوقود'' إلى مسابقة بين الأصدقاء.

ويقول دوج فريسبي، رئيس التسويق العمودي للسيارات في ''فيسبوك''، الذي كان موجوداً أثناء كلمة ألقاها فارلي في الفترة الأخيرة في المعرض الدولي للسيارات في نيويورك: ''كانت السيارة خطوة على طريق التغير من حيث إعطاء المجتمع القدرة على البقاء على اتصال والتخاطب مع الناس الذين نهتم لأمرهم. والفرصة المتاحة لنا اليوم لا تدور حول وجود الهواتف أو برامج التواصل الاجتماعي في السيارات، وإنما تدور حول تَذَكُّر الحقيقة التي مفادها أنه بصرف النظر عن الجهاز، فإن المهم في الموضوع هو القدرة على الاتصال''.

وأحد التطبيقات التي تم تطويرها من خلال شراكة مماثلة مع ''فورد'' كان تطبيق BeCouply آيفون، الذي يقترح أفكاراً لما يمكن القيام به، من تناول الطعام إلى لعب البولينج. وهناك تطبيق آخر اسمه Roximity يعمل على إرسال تنبيهات في الوقت الفعلي إلى السائقين القريبين يخبرهم فيها عن وجود محال قريبة تقدم عروضاً خاصة في البيتزا، أو عن تغيير الزيت وغير ذلك من العروض الخاصة المحلية. وكان تطبيق Roximity جزءاً من تحد للمطورين في مؤتمر بعنوان ''تعطيل أعمال الهاكرز'' للمدونة اليومية التكنولوجية TechCrunch.

و''فورد'' ليست الشركة الوحيدة التي تستكشف المزيد من عروض الترفيه. فهناك شركات أخرى في صناعة السيارات تقوم بإنتاج أنظمة متصلة بالإنترنت وتعمل على الربط مع التطبيقات، أو عرض قدرات إعلامية مباشرة من لوحة العدادات.

مثلا، أعلنت ''بي إم دبليو'' في الفترة الأخيرة عن سلسلة من برامج التكامل الجديدة مع تطبيق Glympse للهواتف، الذي يجعل من الممكن للسائقين تبادل المعلومات حول مواقعهم في الوقت الفعلي؛ وبرنامج مع Audible للكتب؛ وبرنامج Rhapsody وTuneIn Radio للموسيقى. كذلك كشفت الشركة النقاب عن جهاز محمول من طراز LTE يسمح للركاب بالربط مع ''واي فاي'' بسرعات عالية.

وبالنظر إلى الوقت الذي يقضيه الناس في السيارات، يحلم أصحاب المشاريع الآن بالحملة الإعلانية الضخمة التالية والفرصة التالية في سوق الإعلام. مثلا، تعمل شركة جوي رايد الآن في سان فرانسيسكو على إنشاء منصة للهواتف الذكية يتم التحكم فيها بالصوت من أجل الألعاب والترفية والتعليم. ويقول سيث جولدشتاين، وهو صاحب مشاريع متواصل ويدعم جوي رايد: ''لعدة سنوات كان جماع الأمر يدور حول كيفية الدخول إلى لوحة العدادات في السيارة. لكن الآن الأمر كله يدور حول الهواتف الذكية، كما أن حاجز الدخول أصبح أدنى بكثير من ذي قبل. لست بحاجة إلى إذن من كرايسلر لإنشاء شبكة اجتماعية تكون موجودة عبر عشرات السيارات''.

والتطورات في هذا المجال الجديد تثير قضايا جديدة في مجال الخصوصية الرقمية والسلامة. وتستطيع شركات صناعة السيارات والتطبيقات استخدام بيانات المواقع لتقصي الأماكن التي يذهب إليها الشخص يومياً. والبيانات التي من هذا القبيل يمكن أن تكون لها قيمة كبيرة مثلاً لشركات التأمين التي ترغب في مراقبة زبائنها من أجل تغيير الرسوم التي تتقاضاها. والآن، قبل أن تصبح السيارات ذاتية القيادة متوافرة على نطاق واسع، كلما ازدادت جوانب تشتيت الانتباه داخل السيارة، قل اهتمام السائق بالطريق أمامه.

ويقول بونته، من إيه بي آي للأبحاث: ''في الوقت الحاضر هناك مخاوف كبيرة بخصوص تشتيت انتباه السائقين. قد نتخيل أنه خلال خمس إلى عشر سنوات سيتم الاهتمام بذلك عن طريق القيادة الآلية''.