منتديات الدولار العربى - المزارعون الأمريكيون يتطلعون إلى عودة المشترين الأوروبيين

http://www.al-iqtisad.net/bo/img/ara/images5.jpeg.jpg

على سفوح جبال كريزي في هارلوتون في وسط مونتانا، في بيئة تتألف في معظمها من طائفة المعموديين، يتطلع أصحاب مزارع الخنزير في مستعمرة سبرينج ووتر الصغيرة، إلى الوصول إلى الأسواق العالمية.

وهذه المجتمعات الدينية التي تبقى مع بعضها "من المهد إلى اللحد" هي المهيمنة على إنتاج الخنازير في الولاية.

لكنهم تواقون لأن يروا حتى طلباً من أسواق التصدير أعلى من ذي قبل على الخنازير التي يعلفونها في معظم الأحيان الشعير. وحين يتعلق الأمر بالمفاوضات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فإنهم يشعرون بالقلق من أن الأوروبيين غير راغبين في القبول بالمعايير الأمريكية، وخصوصا عقار الراكتوبامين، الذي يدخل في طعام الخنازيز كمادة مضافة ويؤثر في المراحل الأخيرة من نمو الخنازير ليجعل لحومها خالية من الدهون.

ويتساءل الأب جاكوب والدنر، في مقابلة داخل حظيرة الخنازير قبيل العشاء: "إذا لم يكن هناك دليل علمي على أن هذا ضار بصحة البشر، فكيف تستطيع رفض لحم الخنزير من مزارعنا؟". ويضيف، في لهجة لا تزال تحمل لكنة ألمانية: "نحن نبقى ضمن الحدود القانونية، ولا نضع أبداً أي شيء يزيد على ما يسمح به القانون".

ويوجد أكثر من 40 ألف شخص من أفراد الطائفة في أمريكا الشمالية، منتشرين بين كندا ومونتانا وداكوتا الشمالية والجنوبية في الولايات المتحدة. وقد جاؤوا إلى القارة الأمريكية من أوروبا هرباً من الاضطهاد في القرن التاسع عشر وحافظوا على الزراعة لتكون طريقة الحصول على العيش في حياتهم الإسبرطية.

وفي مستعمرة سبرينج ووتر، التي يقطنها 121 شخصاً، لا يوجد كثير من وسائل التكنولوجيا. ولا يستخدم الكمبيوتر إلا في المدرسة وفي المزرعة، ولا يوجد إلا عدد قليل من الهواتف الخليوية التي تشترك فيها المستعمرة.

وأدوار الرجال والنساء تقليدية تماماً، حيث يعتني الرجال بالخنازير وتعمل النساء في تعليم الأطفال والطبخ والقيام ببعض أعمال المزرعة. واللغة السائدة هي الألمانية، ويتم تدريس الإنجليزية حين يبلغ الأطفال السادسة من العمر. وبفضل تكاليف العمل المتدنية، فإن مزارع الخنازير تعتبر تنافسية إلى حد كبير.

ويشير أندي هوفر، مدير الخنازير في المستعمرة، إلى أنه يمكن أن يكون هناك مجال أمامهم لتغيير عدد من العمليات إذا كانت الجائزة كبيرة بما فيه الكفاية. ويقول: "المستعمرة تعهد إلينا بهذه العملية الكبيرة ولا نستطيع أن نتراجع. وإذا حصلنا على مزيد من النقود مقابل منتجاتنا عن طريق الصادرات، فسنقبل بذلك. إننا راغبون في فعل ما يحتاجه الأمر".

على بعد نحو 94 ميلاً إلى الغرب، في بلدة تاونسِند، يضم جون راوزر، وهو مصرفي محلي ورئيس مجلس منتجي الخنازير في مونتانا، ومنتج مستقل للخنازير، صوته إلى المطالبة بأن تفتح أوروبا أسواقها أمام لحم الخنزير الأمريكي.

ويقول راوزر، أثناء وجبة طعام تتألف من الخبز الفرنسي المحلى ولحم الخنزير في مقهى هايوي 12، الذي تديره زوجته جزئياً: "أنا أعلم أننا نعطي منتَجاً مأموناً. لن نكون مستمرين في أعمالنا التجارية لو لم يكن لدينا منتَجا مأمونا. أعتقد أننا نستطيع التوصل إلى حل. إذا جاء الجميع إلى الطاولة وقالوا حسناً إليكم الحقائق المثبتة علمياً، فدعونا نعمل على هذا بدلاً من الجانب العاطفي، أنا أعتقد فعلاً أن في إمكاننا التوصل إلى اتفاق".