منتديات الدولار العربى - كوريا الجنوبية تركز على دعم صادرات الشركات المتوسطة والصغيرة بدلا من تدخلها في السوق

http://www.al-iqtisad.net/bo/img/ara/sadrat12.jpg

مع بروز الصدمة من ضعف الين الياباني، تنهمك الحكومة الكورية الجنوبية في إيجاد التدابير اللازمة.وتركز الحكومة حاليا على تقديم الدعم للشركات المتوسطة والصغيرة الحجم التي تعاني من المصاعب الناجمة عن ضعف الين، بدلا من تدخلها مباشرة في سوق صرف العملات، في الوقت الذي تتوقع فيه زيادة التأثير على الاقتصاد الكوري إذا استمرت ظاهرة ضعف الين .

وما تسعى إليه الحكومة في المقام الأول هو توسيع الدعم المقدم لشركات التصدير المتوسطة والصغيرة الحجم مع تجنب انتقادها بإثارتها لحرب العملات.

* الاقتصاد الكوري معرض للمصاعب في حال استمرار ظاهرة ضعف الين .

وفقا لما ذكرته وزارة التخطيط والمالية اليوم الثلاثاء فإن ظاهرة ضعف الين لم تؤثر على تباطؤ الصادرات الكورية بعد .

في الواقع ، زادت الصادرات الكورية بنسبة 1.5% خلال الفترة من يناير - مارس من العام الحالي مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. وشهد أداء جيد الشركات الكورية في أجهزة الاتصالات اللاسلكية (23.6%) وأجهزة شاشة العرض (9.5%)، والبتروكيماويات(9.3%) وقطع غيار السيارات(6.1%) وشبه الموصلات(4.9%).

غير أن الصادرات إلى اليابان انخفضت بنسبة 17.4% في فبراير و18% في مارس مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.

وترى الحكومة أن التأثيرات من تقلبات صرف العملات الأجنبية على الصادرات المحلية قلت مقارنة مع الماضي وذلك بفضل زيادة شهرة العلامات التجارية المحلية وارتفاع جودة المنتجات الكورية .

غير انه في الوقت الذي يتباطأ فيه النمو الاقتصادي ، فإن الاقتصاد الكوري الجنوبي لا يمكنه تجنب التأثر من هذه الظاهرة إذا استمرت حالة ضعف الين الياباني.

لقد مرت كوريا الجنوبية مرتين بحالات مشابهة خلال الفترة من 1988-1990م و2004-2007م، وكان لكل حالة تأثيرات مختلفة على الاقتصاد الكوري.

وأدت الحالة الأولى التي جاءت على خلفية التباطؤ في النمو الاقتصادي العالمي إلى تراجع النمو الاقتصادي من 11.7% عام 1988م إلى 9.3% عام 1990، وتراجعت نسبة الصادرات من 28.4% إلى 4.2% .

غير أن الأخيرة لم تؤثر على الاقتصاد الكوري بفضل تحسن الوضع الاقتصادي العالمي ، حيث تمكن الاقتصاد الكوري من الاحتفاظ بوتيرته .

وترى الحكومة انه يمكن أن تحدث حالة مشابهة لما حدث خلال الفترة من 1988- 1990 وسط الأزمة المالية في منطقة اليورو والانتعاش الاقتصادي المتباطئ جراء خفض ميزانية الحكومة الفيدرالية الأمريكية .

على وجه خصوص، توقعت خسائر كبيرة في قطاعات تصدير السيارات والآلات التي تتنافس مع اليابان .

* الحكومة تركز على تقديم الدعم للشركات المتوسطة والصغيرة بدلا من تدخلها في السوق.

وتتخذ الحكومة موقفا حذرا من تدخلها في سوق العملات الأجنبية مباشرة، حيث ترى أنها يمكن أن تسعى لتخفيف تقلبات معدل صرف العملات مع الاحتفاظ بمبادئها لتحديد الأسعار حسب العرض والطلب في السوق .

وسبق أن أكد وزير التخطيط والمالية نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية هيون وو سوك يوم الثامن من الشهر الحالي للصحفيين الأجانب قائلا " إن تدخل الحكومة في سوق العملات الأجنبية غير مناسب موضحا بعدم شن الحكومة " حرب العملات " .

وأكد على البحث عن سبل لتقديم الدعم للشركات التي تعاني من ضعف القوة التنافسية لصادراتها بدلا من محاولة حل فقدان القوة التنافسية للصادرات عن طريق تدخل السوق .

وبالنسبة للسلطات المالية أيضا، فإنها لا تنظر في زيادة الكمية في الوقت الراهن.

وقال محافظ بنك كوريا المركزي كيم جونغ سو في لجنة التخطيط والمالية البرلمانية يوم أمس، 22 " إن عملة الوون تختلف عن الين الياباني " . ويفسر تعليق كيم بأن هناك صعوبة في قيام كوريا بزيادة الكمية على غرار اليابان.

كما ان التوجه العام للحكومة لمواجهة صدمة ضعف الين حاليا هو توسيع الدعم المقدم للشركات المتوسطة والصغيرة الحجم.

وأقرت الحكومة ضخ أكثر من 60% من صندوق الدعم للشركات المصدرة خلال النصف الأول من العام لدعم الشركات المتوسطة والصغيرة التي تعاني من سوء السيولة.

وقال مسئول في الوزارة، إن البيان الصادر عن مؤتمر مجموعة العشرين الأخير، حصر أغراض سياسة الزيادة الكمية للين الياباني في التغلب على الانكماش وانعاش الاستهلاك المحلي، مضيفا أن الحكومة والجهات المختصة ستراقب تأثيرات ضعف الين على سوق العملات الأجنبية والصادرات والصناعات وغيرها، وان التوجه الأساسي سيكون تعزيز الدعم للشركات المصدرة المتوسطة والصغيرة الحجم .