منتديات الدولار العربى - أزمات الاقتصاد تعصف بثالث أكبر اقتصاد فى منطقة اليورو

http://www.al-iqtisad.net/bo/img/eur/1344486907.jpg

الاعضاء الاعزاء فى منتديات الدولار العربى
تعيش إيطاليا هذه الأيام أجواء مضطربة فى ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة التى تعيشها البلاد وعدم رضا المواطنين عن سياسات الحكومة الائتلافية لمواجهة هذه الأزمة.

وجاءت الاحتجاجات التى شهدتها البلاد خلال الأيام القليلة الماضية لتبرز حالة الاستياء التى تعم البلاد جراء ارتفاع معدلات البطالة ورفض الإجراءات التقشفية التى تتبعها الحكومة، فقد خرج الآلاف إلى شوارع العاصمة الإيطالية روما يلوحون بالأعلام الحمراء ويرفعون شعارات "لا يمكننا أن ننتظر أكثر من هذا" و"نحتاج إلى المال لكى نعيش" وذلك احتجاجا على الأوضاع المعيشية المتدنية التى أصبح يواجهها المواطنون، وللمطالبة بخلق فرص عمل جديدة للمساعدة فى إخراج البلاد من حالة الركود التى تعيشها.

وانتقد المتظاهرون السياسات الاقتصادية للحكومة الائتلافية الجديدة برئاسة انريكو ليتا، والتى تركز بالأساس على إصلاح الضريبة العقارية ولم تبد حتى الآن التزاما تجاه تنفيذ وعودها الخاصة بخلق وظائف جديدة لمواجهة الارتفاع الهائل فى معدلات البطالة.

وكانت إيطاليا قد شهدت خلال الأشهر الماضية فترة من عدم الاستقرار السياسى عقب الانتخابات البرلمانية التى أجريت فى فبراير الماضى ولم يفز فيها أى حزب بالأغلبية اللازمة مما اضطر الرئيس جورجو نابوليتانو، بعد شهرين من الانقسامات والفراغ السياسى، إلى تشكيل حكومة ائتلاف برئاسة الديمقراطى إنريكو ليتا، وتضم الحزب الديمقراطى اليساري، وشعب الحرية اليمينى الذى يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلسكونى، إلى جانب حزب القائمة المدنية.

ولم يبد المراقبون تفاؤلا كبيرا إزاء هذه الحكومة الجديدة وقدرتها على مواجهة التحديات الاقتصادية الصعبة التى تنتظرها وذلك للعديد من الأسباب أولها أن هذه الحكومة تضم حزبين مختلفين بشكل جذرى سواء من الناحية الفكرية أو من حيث رؤيتهما لحل المشكلات السياسية والاقتصادية للدولة.

كما أن هذه الحكومة لم تضع لها برنامجا واضح المعالم منذ بداية تشكيلها وهو ما يرجح عدم استمرارها لفترة طويلة وعدم قدرتها على تحقيق إنجاز ملحوظ على صعيد المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التى تواجهها البلاد.

وقد عاشت البلاد هذه الحالة من عدم الاستقرار السياسى فى ظل ظروف اقتصادية متفاقمة، فهى تواجه أطول فترة ركود اقتصادى منذ 20 عاما، كما سجل الدين العام للبلاد رقما قياسيا جديدا وفاق 2 مليار يورو، وهو بذلك ارتفع إلى قرابة 130% من الناتج المحلى الإجمالى رغم خفض التكاليف وزيادة الضرائب.

وباتت البطالة تطال 11،6 بالمائة من الأيدى العاملة وأكثر من ثلث الشباب، ووصل عدد العاطلين عن العمل نحو ثلاثة ملايين شخص. وفى هذا السياق أظهر استطلاع للرأى أجرى خلال اليومين الماضيين أن أكثر من نصف الإيطاليين الذين يقل عمرهم عن 40 عاما، مستعدون لمغادرة البلاد بحثاً عن فرص عمل، بينما يعتقد 73% أنه "لا مستقبل" لهم داخل إيطاليا، فى حين يبدى 49% من الشباب العاطلين استعدادهم للعمل بتنظيف الشوارع.