منتديات الدولار العربى - «سفران» الفرنسية تقلب الطاولة على الانكماش

http://www.al-iqtisad.net/bo/img/sen/202020.jpg

الاعضاء الاعزاء فى منتديات الدولار العربى
نجت شركات التصنيع الأوروبية من أزمة الديون، فهل هي جاهزة لمواجهة المنافسين من الولايات المتحدة وآسيا؟ هناك من يعتقد أن الصناعة الفرنسية في حالة تراجع نهائي، ولكن الذي يتحدى هذا الاعتقاد هو منظر مصنع محركات طائرات الهيلوكوبتر تيربوميكا الواقع في جنوب غربي فرنسا، الذي تبدو خلفه جبال البيرينيز المغطاة بالثلوج

وكأنها ستارة خلفية تضفي منظراً رائعاً على المكان. يشبه سقف هذا المصنع، الذي افتتح أبوابه في عام 2010، جناحي طائرة ركاب نفاثة. وهو يبدو وكأنه في عالم آخر، عالم بعيد عن قلب الأراضي الصناعية المضمحلة في الشمال، حيث أغلقت أفران الفولاذ (التابعة لـ "أرسيلورميتال")، إضافة إلى مصنع للسيارات (من شركة بي إس آى بيجو- سيتيروين)، التي أصبحت رمزاً للمتاعب الاقتصادية في فرنسا.

على طابق الورشة الأرضي، يمكنك سماع أصوات العاملين في مصنع تيربوميكا، وهم يتحدثون عن مكاسب الإنتاجية التي تحققت منذ أن انتقلوا إلى هذا الموقع الجديد في بوردو، بما في ذلك اختصار الوقت اللازم لصناعة الأقسام المركزية لضاغطات المحركات بنسبة 50 في المائة.

بالنسبة للكثير من شركات التصنيع، يعتبر هذا مناسبة تمكنها من تقليص أعداد العاملين لديها، ولكن يصر مدير التشغيل في المعمل لوران مازو على أن الحال هنا مختلف عن ذلك، ويقول: "التوفير الذي حققناه يمكننا من توسيع نطاق منتجاتنا، نحن نعمل في سوق عالية التخصص، حيث يعتبر تخفيض استهلاك الوقود هو كل شيء.

ولذلك، تعتبر قدرتنا السريعة على الاستجابة لرغبات الزبائن وإنتاج محركات جديدة من الأمور الحاسمة في هذا المضمار". يعتبر مصنع تيربوميكا أكبر صانع لمحركات طائرات الهيلوكوبتر في العالم من حيث الحجم

وهو في الواقع يخطط الآن لاستخدام نحو 200 موظف جديد في هذا العام، أغلبهم من المهندسين الذين سيعملون في فرنسا. الشركة الأم لهذا المصنع هي شركة سافران، المعروفة جيداً بصناعتها لمحركات طائرات الركاب النفاثة، تعتزم حتى توظيف عدد أكبر، يصل إلى نحو سبعة آلاف مهندس، نصفهم تقريباً للعمل داخل فرنسا.

وبالنظر إلى أن شركات التصنيع الفرنسية مكبلة أيديها هذه الأيام بأعلى تكاليف للأجور في أوروبا الغربية، يصف أحد الصناعيين الكبار ذلك الوضع بأنه يشبه "الجري بأرجل من حديد"، لكن ربما يقدم الموقع الصناعي لشركة سافران ومصنعها أي تيربوميكا في بوردو، دروساً للشركات الأخرى.

أصبحت فرنسا هدفاً مباشراً للنقاد في الحوار المتعلق بالقدرة التنافسية الأوروبية، بسبب أجور الموظفين العالية التي يتكبدها أصحاب الصناعة الفرنسيون، وأسبوع العمل الذي تبلغ مدته 35 ساعة في الأسبوع، والقيود المفروضة على الاستخدام وفصل العمال. وفي حين أن التراجع في القدرة التنافسية الفرنسية مقارنة بألمانيا مسألة موثقة جيداً، إلا أنها معرضة كذلك لخطر التراجع، لتصبح خلف جيرانها في جنوب أوروبا.

حذر مؤخراً لاكشمي ميتال، الرئيس التنفيذي لشركة الفولاذ، من "ارتفاع تكاليف العمالة في فرنسا، التي تزيد بنسبة 20 في المائة على مثيلتها في إسبانيا".

في العام الماضي، قدمت الحكومة الفرنسية مزايا ضريبية جديدة لتشجيع "القدرة التنافسية" بمبلغ 20 مليار يورو، من أجل العمل على المساعدة في تخفيض فواتير كلفة أجور العاملين على أصحاب الأعمال، وهي تعمل على إعداد قوانين بخصوص المرونة في سوق العمل، ولكن الشركات تشتكي من أن هذا تقليد باهت لإصلاحات جيرهارد شرودر، التي أطلقت هيمنة الصناعة الألمانية في بدايات العقد الماضي.

يقول فيليب فاران، الرئيس التنفيذي لشركة بيجو سيتروين، إن تكاليف القوى العاملة في قسمها الفرنسي كانت أربعة مليارات يورو في العام الماضي، ويقدر أن المزايا الضريبية تشكل 2.5 في المائة من ذلك. ويضيف أنها: "خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكنها لن تحدث تاثيراً صاعقاً في التنافسية".