منتديات الدولار العربى - الشركات البريطانية متخلفة في مسيرة الروبوتات

http://www.al-iqtisad.net/bo/img/tec/671113_216892.jpg

الاعضاء الاعزاء فى منتديات الدولار العربى
كان المِغزل الدوار عنصراً حيوياً في الثورة الصناعية، بقضائه على صناعة الغزل والنسيج في المنازل التي كانت تحتاج إلى عمالة كثيفة، وتحويله بريطانيا إلى قوة عظمى في هذا القطاع. لكن حين يتعلق الأمر باستبدال الآلات بالأيدي البشرية، يتضح أن المشتغلين في قطاع التصنيع البريطاني اليوم من أعداء الآلات في أوروبا.

مثلا، تستخدم صناعة السيارات البريطانية 622 روبوتاً لكل عشرة آلاف عامل، مقارنة بضعف هذا الرقم تقريباً في ألمانيا وإيطاليا، وفقاً للاتحاد العالمي للأجهزة الروبوتية IFR.

وإذا استثنينا صناعة السيارات التي تشكل في العادة نحو نصف الروبوتات الجديدة، نجد أن مستوى بريطانيا أسوأ حتى من ذلك، حيث توجد 27 وحدة فقط لكل عشرة آلاف عامل تصنيع، مقارنة بـ 137 في ألمانيا و113 في إيطاليا و59 في فرنسا.

وتم استخدام الروبوتات الصناعية بنجاح للمرة الأولى في ''جنرال موتورز'' في الولايات المتحدة في الستينيات، لكن المخاوف من فقدان الوظائف أعاقت الاستخدام الواسع عبر الصناعة. ومنذ السبعينيات أثبتت اليابان أنها الرائد العالمي في الأتمتة، ولديها اليوم أعلى مخزون تشغيلي من الروبوتات الصناعية في العالم، بعدد تجاوز 300 ألف عام 2011، مقارنة بـ 185 ألفاً في الولايات المتحدة.

واختار كثير من شركات التصنيع الأمريكية والأوروبية بدلاً من ذلك الذهاب إلى مناطق الأوفشور للحفاظ على القدرة التنافسية، لكن مع ارتفاع أجور العمال في آسيا وسعي الحكومات لتعزيز التصنيع المحلي أصبح التصنيع باستخدام الروبوتات يلقى مزيدا من الاهتمام. لكن هناك مخاوف من أن الشركات البريطانية متخلفة عن البلدان الأخرى.

ووفقا لكريستوفر باكستون، الرئيس التنفيذي للرابطة البريطانية للأتمتة والروبوتات Bara: ''الوضع يبعث على اليأس''.

وقال ديفيد ويليتس، وزير العلوم: إن الروبوتات تعتبر واحدة من بين ''ثماني تكنولوجيات عظيمة'' سيكون لها نصيب من تمويل جديد بقيمة 600 مليون جنيه، لكن المشاكل التي تعيق الأتمتة في بريطانيا ذات جذور عميقة، بحسب باكستون.

وجزء من المشكلة هو عدد الشركات الصغيرة في قطاع التصنيع – أكثر من 90 في المائة من أماكن العمل في الصناعات التحويلية توظف أقل من 50 شخصاً، وفقاً لأبحاث من مركز أبحاث التغيرات الاجتماعية الثقافية، التابع لجامعة مانشستر. ومعظم الروبوتات التي تباع في بريطانيا تكلف ما بين 30 ألفا و50 ألف جنيه، ما يجعلها فوق متناول الشركات الصغيرة.

وقال باكستون: ''الشركة الصغيرة تشعر بالقلق حول الجهة التي يمكن أن تأتي منها الطلبات التالية وما إذا كان بمقدورها تسديد إيجار المستودع''. وأضاف: ''الشركات الصغيرة والمتوسطة لا تود أبداً الدخول في المخاطر، وهذا أمر مفهوم، و لا يتوافر لديها دائماً الوقت لإجراء أبحاث في التكنولوجيا''.

وفي عام 2012 ارتفع عدد الروبوتات الجديدة في بريطانيا إلى الضعف، ليصل إلى 2477، وفقاً لبيانات Bara، لكن تم تركيب أربعة من كل خمسة منها في صناعة السيارات. وفي قطاعات أخرى وصلت أرقام الأجهزة الجديدة إلى أدنى مستوى لها في السنوات الأخيرة.

وفي قطاع المواد الغذائية الذي يعتبر الأكبر في قطاع التصنيع في بريطانيا من حيث عدد الموظفين، حيث تبلغ القوة العاملة فيه نحو 400 ألف شخص، تبدو الشركات البريطانية بطيئة في تبني الروبوتات. ووفقاً لبيانات IFR، كانت هناك 100 شحنة من الروبوتات إلى الشركات البريطانية في 2011، مقارنة بـ 270 في فرنسا، و308 في إسبانيا، و442 في ألمانيا، و658 في إيطاليا.

وقال بوب هينتشكليف، العضو المنتدب في كويزار في يوركشاير، التي تزود أنظمة أتمتة روبوتية حسب الطلب إلى شركات تصنيع المواد الغذائية: إن زبائنه يتعرضون بصورة متزايدة للضغط من الشركات المنافسة الأوروبية التي تتمتع بكفاءة أكبر.

وأضاف: ''في مجال الأغذية الطازجة وأغذية الأطفال، كان عدد كبير من شركات التصنيع يظن أن الفاصل المائي بيننا وبين أوروبا كافٍ للحؤول دون وصول هذا النوع من المنتجات، لكن مع التحسن في مواد التغليف نحصل على مدة أطول على الرفوف. يوم واحد إضافي سيكون كافياً''.

ويلقي كثير من الناس في صناعة المواد الغذائية باللوم على ممارسات الشراء من محال السوبر ماركت في الحركة البطيئة للأتمتة في بريطانيا.

وقال ديفد جان، مدير شركة بريلوباك للتعليب الأوتوماتيكي والترتيب في كنت: ''كانت بضع شركات سوبر ماركت هي المهيمنة على شركات صناعة المواد الغذائية التي كانت تضغط بصورة متواصلة على هوامش التوريد''.