الــــثـــــــروة المــــــزعـــــــومـــــــة ... بين الواقع و المأمول
 

الــــثـــــــروة المــــــزعـــــــومـــــــة ... بين الواقع و المأمول

الثروة المزعومة

الفوريكس هو تجارة كغيرة من أصناف التجارة المتعددة و المتشعبة و له أساليب و فنون ، دهاليز و مكامن ، و لا يخفى على عاقل و مُدرك بان له أيضا سلبيات و مخاطر تتفاوت من حين لآخر في الصعوبة .

كُل من يُقدم على ( مضاربة ) تجارية سواءً في استيراد بضائع و من ثم تسويقها ، أو في زراعة محاصيل و بعد ذلك قطفها و بيعها ، أو إنشاء مصنع و تجهيزه و بدء العمل به و تسويق منتجاته ، أو الدخول في متاجرة في الأسهم و أسواقها ، ( أقول ) كُل من يقدم على ذلك لابد و انه قد وضع في مخيلته على الأقل ( إن لم يكُن على ورق ) أن هناك نسبة من المغامرة و الفشل في هذا العمل كما أن هُناك نسبة من النجاح و الاستمرار ، و كذلك معرفة ( بنسبة تقديرية طبعاً ) العائد المتوقع من هذا العمل ، فلا يضع الأمور تحت ( ضربة حظ ) أو ( صفقة مؤقتة ) حتى لا يفاجأ بما سيواجهه في بداية عملة .

دعوني أعود إلى الفوريكس ..

كُل ما ينطبق على المزارع أو التاجر أو صاحب المصنع أو تاجر الأسهم هو بحد ذاته ينطبق على المتاجر بالفوريكس بحذافيره ( نظرياً ) و لا ينبغي أن نتوقع من الفوريكس امراً خيالياً ( هذا بالطبع إذا أردنا أن نعمل وفق سياسة ملتزمة ) فلا ننتظر من 10000 دولار 10 ملايين دولار و لا من 175 دولار 300000 دولار .. فالأمر يجب أن تضعه على الأقل نظرياً تحت مسماه الطبيعي وهو الفوريكس تجارة ...

بالتأكيد هُناك من يفتح مصنعاً للملبوسات و يبدأ بالإنتاج و ترافقه في بداياته ( ضربة حظ ) بحصول كارثة عالمية مثلاً تؤجل وصول البضائع إلى بلده فيحصل له استفادة من هذه الأزمة ، أو أن يقل إنتاج السُكر في العالم فيستفيد من ذلك تاجر قد استلم للتو بواخره المشحونة بأطنان السُكر الذي أصبح يُباع بأضعاف ثمنه ....

القصدُ هنا بان أمر ( الحظ ) وارد و لاشك فيه و قد يحصل و بدون أسباب إلا بتوفيق من العزيز الحكيم ، ولكن ما اقصده هُنا أننا لا نُبالغ في ( أحلامنا ) بان نُحقق أرقاما فلكية من مبالغ قليلة حتى لا نُصاب بالوهن و الانخداع بان الأمر سهل و بسيط ، قد يربح فلان من الناس مبلغاً كبيراً من بداية متواضعة و صغيرة و لكن يجب أن نضع نُصب أعيننا الأسس الصحيحة و المعقولة لكي نستطيع الاستمرار بهدوء و دون انفعالات آو أزمات نفسية .

دع الأمور تسير بشكل انسيابي ، خطط لها ، أتقنها ، اطمح بما يتناسب مع رأسمالك و بعد ذلك قد تجد نفسك يوماً ما ناجحاً و بشكل كبير يفوق ما توقعته آو حلمت به و حينها ستكون راضياً عن نفسك تمام الرضى و قد حققت هدفك و تجاوزته ..