منتديات الدولار العربى - الصين تتعاون مع الأسواق الناشئة لتسريع عملية إعادة تشكيل هيكلة التجارة العالمية

http://www.al-iqtisad.net/bo/img/asia/1352358312_21.jpg

الاعضاء الاعزاء فى منتديات الدولار العربى
أظهرت الدورة الـ113 من المعرض الصيني للواردات والصادرات السلعية (معرض كانتون) المنعقدة حاليا ان التجارة الخارجية للصين بدأت بالانتعاش، ويرجع ذلك أساسا إلى نهوض الأسواق الناشئة.

وعلى الرغم من الركود الملحوظ في الأسواق الأوروبية والأمريكية ، إلا ان الصين تشهد مساحة واسعة للتنمية في الأسواق الناشئة، ومن المحتمل ان يسرع التعاون بين الصين وهذه الأسواق الناشئة يسرع عملية إعادة تشكيل هيكلة التجارة العالمية.

"لدى الصين مزايا ملموسة في الأسواق الناشئة مقارنة بالأسواق الأوروبية والأمريكية "، على ما قال تشانغ تشنغ هو، مدير التسويق الخارجي لشركة غري للأجهزة الكهربائية، مشيرا إلى ان الشركة تعمل على شق طريقها في البرازيل وروسيا وباكستان وغيرها من الأسواق الناشئة.

هذا ووفقا لأحدث الإحصاءات ، ارتفع عدد المشترين من الأسواق الناشئة الرئيسية مثل روسيا والبرازيل والهند وإفريقيا والشرق الأوسط وغيرها في الدورة الحالية لمعرض كانتون ارتفع 30 بالمائة مقارنة بالدورة السابقة.

وعلى النقيض من ذلك، انخفض عدد المشترين من اليابان والولايات المتحدة وأوروبا، ليشكل ما يقل عن ثلث إجمالي المشترين المشاركين بالمعرض الذي يعد بارومترا للتجارة الخارجية الصينية.

وقال قاسم محمد بن العرفج، المدير العام للشركة الأساسية للإلكترونيات المحدودة من السعودية، وهي اكبر وكيل لشركة غري في العالم، قال ان علامات تجارية صينية مثل غري قد نالت سمعة طيبة في الشرق الأوسط ، ولم تعد منتجات "صنع في الصين" منخفضة الأسعار ومتدنية الجودة، بل تتمتع بجودة موثوق بها وتصميم فني جيد في الوقت الراهن.

وأشار تشانغ إلى ان دول الشرق الأوسط لا سيما دول الخليج - التي تشهد مرحلة مزدهرة لتطوير البنية التحتية - لديها قدرة شرائية قوية وأسواق ضخمة.

وتلقت شركة أوبين في قوانغتشو العديد من الطلبات على مواد البناء من قطر التي ستستضيف كأس العالم 2022, وتحتاج إلى بناء المرافق الأساسية الضخمة. وقال وو مينغ هونغ، مدير الشركة, "توسعت مبيعاتنا في الشرق الأوسط وإفريقيا بنسبة 25 بالمائة في السنوات الأخيرة".

والى جانب قطر، تجذب البرازيل التي ستقيم كأس العالم 2014 وألعاب أولمبياد 2016 انظار المؤسسات من انحاء العالم أيضا.

ووفقا للإحصاءات الصادرة عن الجمارك العامة الصينية، وصلت قيمة صادرات الصين إلى البرازيل إلى نحو 7.5 مليار دولار أمريكي في الربع الأول من العام الحالي، بزيادة 3.7 بالمائة على أساس سنوي، في حين تجاوزت قيمة الصادرات إلى جنوب إفريقيا 20 مليار دولار أمريكي بزيادة 62.1 بالمائة على أساس سنوي.

وبحسب " الخطة الخمسية الثانية عشرة لتنمية التجارة الخارجية" الصادرة عن وزارة التجارة الصينية، تخطط الصين لرفع نصيب قيمة التجارة مع الأسواق الناشئة من إجمالي التجارة الخارجية للبلاد من 50 بالمائة حاليا إلى 58 بالمائة بحلول عام 2015.

وفي ندوة أقامتها وزارة التجارة مؤخرا، قال المشاركون من رجال الاعمال أنه على الرغم من وجود تحديات شديدة أمام التجارة الخارجية الصينية جراء تقلب أسعار الصرف وغيره من العوامل، إلا ان التعاون مع الأسواق الناشئة يؤثر بصورة ايجابية في انتعاش الطلب الخارجي.

وأشار محللون إلى ان الاتفاقية الموقعة بشأن تقديم القروض والتسويات التجارية بالعملات الوطنية، وذلك في إطار آلية التعاون المصرفي لدول بريكس، ستوفر الخدمات الميسرة للتجارة والاستثمار بين دول بريكس.

واظهر تقرير صادر عن معهد التمويل الدولي ان وضع الائتمان الكلي لبنوك الأسواق الناشئة في الربع الأول من العام الحالي حافظ على اتجاه التحسن، وتشهد ظروف التمويل استمرار تقدمها.

وفي مارس العام الحالي، قام شي جين بينغ بأول زيارة له بعد توليه منصب رئيس جمهورية الصين الشعبية إلى بعض الاقتصادات الناشئة مثل روسيا ودول افريقية، وبفضل تزايد التبادلات الوثيقة بين هذه الدول، ستظهر آفاق مشرقة للمزيد من التعاون الاقتصادي والتجاري بينها.

واتفقت دول بريكس التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا في مارس الماضي على إقامة بنك التنمية لتمويل مشروعات البنية التحتية في الاقتصادات الخمس الصاعدة، ما سيسهم في تسهيل التبادلات والتعاملات التجارية بالعملات المحلية وعمليات الإقراض، ما سيفضى إلى خفض اعتماد اقتصاد المجموعة على الدولار الأمريكي واليورو.

وقال تساي تشون لين، وهو باحث في جامعة قوانغدونغ للتكنولوجيا، ان الاقتصادات الناشئة تحتل مكانة إستراتيجية هامة في منظومة تنمية الاقتصاد العالمي، وهي تمثل اتجاها لتنمية الاقتصاد في المستقبل.

وتوقع صندوق النقد الدولي ان يرتفع نصيب الاقتصادات الناشئة من إجمالي الناتج المحلي في العالم إلى 50.82 بالمائة في عام 2013، ليتجاوز ذلك ما للدول المتقدمة لأول مرة.

وقال تساي ان الصين تعد اكبر سوق ناشئة في العالم, ونجاح الصين في الاقتصاد يمكن ان يقدم الدعم لتنمية بعض الاقتصادات الناشئة، مضيفا بان التعاون بين الأسواق الناشئة سيفيد انتعاش الاقتصاد العالمي واستقراره.