منتديات الدولار العربى - ما سبب اغلاق سوق الفوركس في عطلات نهاية الأسبوع

برغم أن واحد من التصورات المنتشرة عن سوق العملات هو أنه لا يغلق بأي حال من الأحوالً، كحد أدنى من الناحية النظرية، غير أن من العسير بشكل كبير أن تجد أي متداولين يعملون يوم الاحد. سيلاحظ المتداول المبتدئ كذلكً أن نشاطات التداول قد توقفت مع تعطيل وسطاء الفوركس لمنصاتهم في عطلات عاقبة الأسبوع. برغم ذلك، فإن الأمور مختلفة بعض الشيء على النحو الذي سنوضحه في السطور القادمة.
عطلات عاقبة الأسبوع غير متوفرة لمتداولي الفوركس الأفراد
كبار المشتركين في سوق الفوركس
في واحدة من مقالاتنا الماضية (من يتداول الفوركس؟) ذكرنا أن الغاية الرئيسي من تبادل العملات هو تسهيل عمليات التجارة والسفر. كما أشرنا ايضاً حتّى المستثمرين من المؤسسات يساهمون بحوالي 93% من إجمالي أحجام التبادل. يقصد ذلك أنه من إجمالي تداولات تصل سعرها إلى 5 تريليون دولار يومياً، لا يمثل متداولي الفوركس من الأفراد زيادة عن 350 مليار دولار من ذلك العدد الكبير جدا. تعتبر تلك الأرقام ايضاً أحد العوامل الأساسية لإغلاق سوق الأوراق النقدية خلال أجازة خاتمة الأسبوع.
لماذا لا يفضل وسطاء الفوركس توفير وإتاحة التداول في عطلات نهاية الأسبوع
ماعدا منطقة الشرق الأوسط، تغلق الشركات النقدية على مستوى العالم تقريباً أبوابها أثناء عطلات خاتمة الأسبوع. على أقل ما فيها، تتوقف مكاتب التداول لدى أكثرية المصارف عن العمل في تلك الأيام، وهو ما يعني أن باتجاه 4.7 تريليون دولار من السيولة المعتادة في سوق الفوركس لن تكون متوفرة في أجازة خاتمة الأسبوع. ومن ثم حتى إذا أراد وسيط الفوركس بالتجزئة السماح بالتداول عبر منصته فإنه سيواجه مشكلتين رئيسيتين. المشكلة الأولى هي أنه سيضطر إلى الشغل كصانع للسوق دون أي خيارات للتحوط بمقابل المخاطر، لأن الأطراف المقابلة الرئيسية (البنوك والمؤسسات المادية الكبرى) لن تكون متاحة خلال تلك الفترة. الإشكالية الثانية هي أن شركة الوساطة لن يمكن لها تقديم أسعار سبريد معقولة بسبب شح السيولة. يتناسب كمية السبريد عكسياً مع السيولة المتوفرة (يتناقص السبريد عندما يتبارى كبار اللاعبين في السوق للاستحواز على العمليات التجارية المرسلة من زبائن الوسيط).

وبالتالي سيجد الوسيط نفسه مضطراً لرفع السبريد بشكل كبير لتعويض شح السيولة والتقليل من المخاطر والعمل كطرف في مقابل للصفقة (كانت مؤسسة OANDA تفرض سبريد يبلغ إلى 20 نقطة عندما كانت توفر لعملائها احتمالية التداول أثناء أجازة عاقبة الأسبوع قبل أن تتوقف عن إدخار تلك الخدمة لاحقاً). هذه الزيادة العظيمة في السبريد ستضعف بالتأكيد من إقبال المتداولين على الشغل خلال أجازة نهاية الأسبوع. بالإضافة لذلك، فإن شركة الوساطة ستتحمل تكاليف إضافية مرتبطة بالبنية التحتية (مثل الكهرباء والاتصالات وغيرها) إذا استمرت أنظمتها قيد التشغيل أثناء العطلات الأسبوعية. في نهاية المطاف، لن تحصل مؤسسة الوساطة على عائد مجزي من تقديم خدمات التداول خلال عطلة نهاية الأسبوع. أيضاًً لا ننسى أن مكان البيع والشراء قد يفتتح في أغلب الأوقات على فجوة سعرية الأمر الذي سيتسبب كذلكً في تلفيات فادحة لشركة الوساطة. بعبارة أخرى، فإن تدهور العائد على نحو لا يقوم بتبرير المخاطر هو المحرك الرئيسي الذي صرف جميع مؤسسات الوساطة إلى حد ماً إلى أخذ استراحة متكرر كل يوم يوم السبت والأحد.
هل تبقى أسلوب وكيفية أخرى للتداول في الأجازات الأسبوعية؟
من الناحية النظرية، يمكن لأي مستثمر ثري وقادر على تنفيذ مقادير تبادل عظيمة أن يتفاوض مع وسيطه بحيث يتيح له في وضع العمليات التجارية في عاقبة الأسبوع. ولكن حتى لو توافرت هذه الإمكانية فإن التبادل خلال هذه المرحلة لن يكون قراراً حكيماً بسبب شح السيولة وارتفاع مستويات السبريد.
يسمح التعطل عن الشغل لوسطاء الفوركس ايضاًً بفعل صيانة لأنظمتهم (مثال على ذلك، سيلاحظ متداولي InstaForex أن الشركة تقطع طول الوقتً التواصل عن منصتها لحوالي ساعتين عقب منتصف ليل يوم السبت بتوقيت جرينتش). بالإضافة لهذا، لا يتطلب المتداولين الاحترافيين ممن يمتلكون التمكن من تنبأ الاتجاه بدرجة عالية من الدقة إلى وضع صفقاتهم خلال أجازات خاتمة الأسبوع، حيث يشاهدون أنه من الأجود الانتظار حتى تدشين جلسة يوم الإثنين لأخذ فكرة عن الحال في السوق بشكل ذكر. أما فيما يتعلق للمبتدئين، فإن عطلة عاقبة الأسبوع تمثل احتمالية لأخذ استراحة وتقدير الأداء وصقل الخطة المدروسة حتى يبدأوا في وضعية ذهنية أحسن مع إطلاق السوق يوم يوم الاثنين.